رسالة إلى المبتعثين: كيف تكون خير ممثل لليمن وثقافتها؟

على فكرة، في كلام كثير بقلبي اشتي اقوله لطلابنا الذين يتم ابتعاثهم إلى الدراسة في الخارج، و ربما هذه ليست المرة الأولى التي أوجه فيها هذا الكلام، أو خلونا أقول هذه الرسالة، و من فضلكم لا تفهموا الموضوع غلط و إنما كلامي فقط للفائدة.
طلابنا الحبوبين الأعزاء:
عليكم أن تدركوا شيئاً مهما و هو أنكم اليوم لا تمثلون أنفسكم فقط، بل أنتم سفراء لوطنكم، وصورة حية تعكس قيمه وثقافته وتاريخه. ففي كل موقف، وكل تفاعل، وكل كلمة تقولونها، هناك فرصة لرسم صورة مشرقة لليمن وأهله.
ماذا يعني هذا:
أولاً: عزيزي الطالب أنت تمثل الوجه الحضاري لبلدك و عندما تمثل بلدك حضاريا فهذا لا يعني أن تتخلى عن هويتك أو لهجتك أو ملامح ثقافتك، بل يعني أن تقدم أجمل ما فيها. كن صادقا، مؤدبا، منفتحا على الآخر، حريصا على التعلم، واحترام القوانين والثقافات التي تستضيفك.
ثانيا: احمل الفكرة التي تؤمن بها بعقلانية فإذا أردت أن تناقش فكرة أو تدافع عن مبدأ تؤمن به، فلا تتعصب، ولا ترفع صوتك، لأن الفكرة التي تُطرح بهدوء وعقلانية، وتُبنى على منطق واحترام، تصل إلى القلب قبل العقل. كمان يا عزيزي تذكّر أن الغاية من الحوار ليس الانتصار، بل الفهم والتقارب.
ثالثا: هل اللغة الديبلوماسية مطلوبة؟
نعم، بل هي من أهم ما تحتاجه وأنت في بيئة جديدة. اللغة الديبلوماسية لا تعني التنازل عن المبدأ، بل تعني أن تعرف كيف تقول ما تؤمن به، دون أن تسيء، ودون أن تثير حساسية، وأن تختار الكلمات التي تبني ولا تهدم. الدبلوماسية فن الصياغة المهذبة، والطرح المتزن، والموازنة بين الصراحة والاحترام.
رابعا: تذكّر دائماأنك ابن بلد عريق حتى لو هو يمر بوقت عصيب، فدائما تذكر أن بلدك يحمل حضارة تمتد يا عزيزي لآلاف السنين. فلا تقلل من نفسك، ولا تبالغ في جلد ذاتك، ولا ترفع الآخر إلى درجة التقديس. نحن نتعلم من الجميع، لكننا لسنا أقل من أحد. وبلدك، رغم ما يمر به من أزمات، يستحق أن تحبه، وتفخر به، وتُمثّله خير تمثيل.
خامسا: كن قدوة في أخلاقك، في التزامك، في تعاملك مع الوقت، وفي احترامك للآخرين، كن أنت الدرس الجميل الذي يتعلمه من حولك عن بلدك.
و كمان رسالتي للذين يختارون الطلاب للابتعاث، عليكم دائما أن تفحصوا جودة العقلية للطالب المبتعث في شتى مجالات الحياة، و ليس مجال التخصص فقط. لأنكم تقدمون وطنكم من خلال إنسان، و ليس فردا بحد ذاته.
تمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح.